كيفية علاج إدمان الريفوتريل، الريفوتريل هو دواء لتهدئة الجهاز العصبي، يطلق عليه اسم أبو صليبة، يُصنع من البنزوديازيبينات، وهذه المادة تعمل على تهدئة الجهاز العصبي.
يعد ريفوتريل أحد أكثر الأدوية شهرة في علاج القلق والتوتر والأرق، ونوبات الصرع والاكتئاب الحاد، لأنه يبطئ من عمل الإشارات العصبية في مراكز الدماغ ، كما يطلق الناقل العصبي جابا.
يمكن أن يصبح هذا الدواء إدمانًا إذا تم تناوله بدون إشراف طبي، وسوف نتناول من خلال هذا المقال كيفية علاج إدمان الريفوتريل.
كيف يحدث إدمان ريفوتريل؟
قبل أن نتعرف على كيفية علاج إدمان الريفوتريل، سوف نتعرف على كيفية تحول ريفوتريل من دواء إلى إدمان، من خلال مروره بالمراحل التالية:
1- تجربة ريفوتريل :
- بعد تناول الشخص لدواء ريفوتريل، يشعر بالراحة والهدوء الشديد، وتختفي أي مشاعر توتر أو قلق في غضون 20 دقيقة، بعد تناول الجرعة.
2- تعاطي الدواء بانتظام:
- يبدأ الشخص في الاستمتاع بهذا الشعور الناتج عن تناول الدواء، ويبدأ في تعاطيه بدون روشتة طبية، ويبدأون في تناول الدواء بشكل يومي لتكرار مشاعر الهدوء.
- في النهاية يصبح الدواء عنصرًا ضروريًا في اليوم، ويجب أن تتناوله في الصباح لتستطيع أن تبدأ العمل، حيث لن تتمكن من أداء وظيفتك ومهامك اليومية بفعالية بدونه.
3- مقاومة الجرعات المعتادة:
- يبدأ تأثير الدواء بمرور الوقت يقل، ويعود ذلك لمقاومة الدماغ له، لذا يلجأ المدمن لمضاعفة الجرعة، للحصول على نفس التأثير الأول المليء بالبهجة والهدوء.
4- إدمان الدواء:
- في النهاية تصبح غير قادر عن التوقف عن تناول الدواء، وتفقد القدرة على التحكم في جرعات الدواء التي تتناولها.
- نتيجة لذلك تستمر في تناول الدواء لتتجنب الشعور بأعراض الانسحاب، وستجد نفسك بعد ذلك تفعل أي شيء للحصول على جرعات الدواء.
أعراض إدمان الريفوتريل
يؤدي تعاطي الريفوتريل كمخدر، لظهور أعراض الإدمان على المتعاطي، وسوف نذكر تلك الأعراض فيما يلي:
- يشعر المدمن برغبة قوية في زيادة جرعات الدواء.
- يتناول الدواء بدون وصفات طبية بشكل متكرر وبكميات.
- تنتابه نوبات عنف.
- يصاب بضعف في الذاكرة ويصعب عليه تذكر الأشياء.
- يشعر بالتوتر الشديد والقلق والعزلة الاجتماعية.
- يهمل واجباته تجاه العمل والدراسة.
أضرار إدمان الريفوتريل على المدى البعيد
يساهم تجاهل العلامات المبكرة للإدمان، والاستمرار في أخذ الجرعات الزائدة من الدواء، لتطور أعراض إدمانه لتصبح أكثر خطورة، حيث يبدأ يعاني من :
- ظهور أعراض الاكتئاب الشديد عليه، والتي تصل إلى التفكير في الانتحار.
- تنتابه هلاوس سمعية وبصرية بشكل دائم.
- يشاهد الأوهام والخيالات بصورة متكررة.
- يصاب بضيق شديد في التنفس، مما يسبب له نوبة عصبية.
- يعاني من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
هل يمكن علاج إدمان الريفوتريل بمفردك؟
بعد تناول الدواء بصورة مستمرة حتى الوصول لمرحلة الإدمان، يصبح الدماغ والجهاز العصبي للمدمن يعتمدان كليًا على العقار، فلا تستطيع التوقف عن تعاطيه، ويصعب عليك التوقف عن الإدمان بمفردك.
- لذا تعد أي محاولة من جانبك للتوقف عن استخدامه، ستؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب بشدة.
- ويجب أن تعرف أنه من الخطير التوقف عن تعاطي المخدر بالمنزل بمفردك، حيث سيؤدي ذلك إلى وجود رغبة قوية لديك، في تعاطي الدواء مرة أخرى مما يؤدي إلى تراجعك سريعا.
- لذلك أنت بحاجة إلى مساعدة طبية لمساعدتك على تخطي أعراض انسحاب المخدر،وغالبًا ما يفشل ويعرض صحتك للخطر بسبب غياب الإشراف الطبي أثناء أعراض الانسحاب، وخاصة عند تعرضك لنوبات الانفعال والحزن التي تعرض حياتك وحياة من حولك للخطر.
- كذلك يساهم الافتقار إلى التوجيه الأبوي بالمنزل وعدم المراقبة الأمنية منهم، في تسهيل عملية شراء المخدر، ممايجعلك عرضة للانتكاس مرة أخرى، لذلك لا تعد محاولة الامتناع عن المخدر بالمنزل هي الطريقة الصحيحة في كيفية علاج إدمان الريفوتريل.
كيفية علاج إدمان ريفوتريل
إدمان الريفوتريل (Rivotril) أو كلونازيبام (Clonazepam) هو نوع من الأدوية المهدئة والمضادة للقلق، ويصنف ضمن مجموعة البنزوديازيبينات، التي تُستخدم في علاج اضطرابات القلق، الأرق، والنوبات التشنجية. ولكن عند استخدامه لفترات طويلة أو بجرعات غير موجهة طبيًا، قد يؤدي إلى التعود عليه ومن ثم الإدمان.
علاج إدمان الريفوتريل يتطلب نهجًا متكاملًا يشمل العلاج الطبي والنفسي والتأهيلي. إليك خطوات العلاج الأساسية للإقلاع عن إدمان الريفوتريل:
1. التقييم الطبي والنفسي
- أول خطوة في العلاج هي زيارة طبيب متخصص في الإدمان أو طبيب نفسي. الطبيب سيقوم بتقييم حالتك الصحية العامة والبدنية والنفسية.
- يجب على الطبيب معرفة تفاصيل حول تاريخك في استخدام الريفوتريل، الجرعة التي تتناولها، ومدى تأثيرها على حياتك اليومية. قد يتطلب الأمر فحوصات طبية لتقييم صحة الكبد والكلى، لأن هذه الأدوية تؤثر على هذه الأعضاء.
2. التقليل التدريجي للجرعة
- التوقف المفاجئ عن تناول الريفوتريل يمكن أن يسبب أعراض انسحاب شديدة، مثل القلق الشديد، التعرق، الهزات، التشنجات، والأرق.
- التقليل التدريجي للجرعة هو الطريقة الأفضل تحت إشراف الطبيب. يتم تقليل الجرعة بشكل بطيء ومنظم على مدار أسابيع أو أشهر وفقًا لما يناسب حالتك. يتم ذلك بهدف تقليل الأعراض الانسحابية وتجنب تأثيراتها السلبية على الجسم.
3. علاج الأعراض الانسحابية
- خلال عملية التوقف عن الريفوتريل، قد يعاني الشخص من أعراض انسحابية مثل القلق الشديد، الأرق، التعرق، الدوخة، أو التشنجات.
- يمكن للطبيب أن يصف أدوية بديلة للحد من هذه الأعراض مثل مضادات الاكتئاب، مضادات القلق، أو أدوية مهدئة أقل خطرًا (مثل البروزاك أو البوسبيرون) للمساعدة في تقليل أعراض القلق والأرق.
4. العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT)
- من أبرز الطرق النفسية المستخدمة لعلاج إدمان الريفوتريل هو العلاج السلوكي المعرفي (CBT). يساعد هذا العلاج في تغيير أنماط التفكير والسلوكيات المرتبطة بالإدمان.
- خلال العلاج السلوكي المعرفي، يتعلم الشخص كيفية التعامل مع المواقف التي تؤدي إلى التوتر أو القلق بطريقة صحية دون اللجوء إلى الأدوية. كما يساعد هذا العلاج في تعلم مهارات التكيف للتعامل مع ضغوط الحياة.
5. العلاج الجماعي والدعم الاجتماعي
- المشاركة في مجموعات الدعم مثل مجموعات الـ 12 خطوة (مثل برنامج AA أو NA) يمكن أن تساعد في التعافي من إدمان الأدوية. هذه المجموعات توفر بيئة دعم اجتماعي من أشخاص يمرون بتجارب مشابهة.
- الدعم الاجتماعي له دور كبير في تعزيز الالتزام بالعلاج ومنع الانتكاسات، حيث يتم تبادل الخبرات وتقديم النصائح.
6. إعادة تأهيل سلوكي وشامل
- قد يتطلب بعض الأشخاص الذين يعانون من إدمان الريفوتريل دخول مراكز إعادة التأهيل، خاصة إذا كانت حالة الإدمان شديدة. هذه المراكز توفر بيئة آمنة ومراقبة للتوقف عن تعاطي الدواء وتقديم العلاج الشامل.
- يمكن أن يشمل العلاج في هذه المراكز الاستشارات النفسية الفردية والجماعية، بالإضافة إلى برامج علاجية متنوعة لمساعدة الشخص على التكيف مع الحياة بدون الأدوية.
7. العلاج الدوائي البديل
- في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية بديلة لمعالجة اضطرابات القلق أو الأرق التي كانت السبب في تناول الريفوتريل في البداية.
- يمكن استخدام أدوية مثل مضادات الاكتئاب (مثل السيرترالين أو الباروكسيتين) أو أدوية مضادة للقلق مثل البوسبيرون (Buspirone) التي تكون أقل تأثيرًا إدمانيًا من البنزوديازيبينات.
- المثبطات الانتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRIs) تعتبر خيارًا فعالًا لعلاج القلق بشكل طويل الأمد.
8. تطوير مهارات التأقلم والتكيف
- جزء من علاج الإدمان هو تعلم مهارات التأقلم للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية والتحديات النفسية بدون اللجوء إلى الأدوية.
- يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، أو التنفس العميق للمساعدة في تقليل مستويات التوتر والقلق.
9. الوقاية من الانتكاس
- الوقاية من الانتكاس هي جزء أساسي من علاج الإدمان. يتعلم الشخص في العلاج كيف يحدد المحفزات التي تدفعه لاستخدام الريفوتريل مرة أخرى، مثل مواقف معينة أو مشاعر مثل القلق أو الاكتئاب.
- من خلال العلاج النفسي والدعم المستمر، يتمكن الشخص من تطوير استراتيجيات التكيف التي تمنعه من العودة إلى الإدمان.
10. المتابعة المستمرة والعلاج طويل المدى
- المتابعة المستمرة مع الطبيب والعلاج النفسي تعتبر ضرورية بعد التخلص من إدمان الريفوتريل. ينبغي أن تكون هناك جلسات متتابعة لمراقبة تقدم العلاج ومنع العودة للإدمان.
- العلاج طويل المدى يساعد في ضمان التوازن النفسي والصحي، ويعزز من قدرة الشخص على التعامل مع ضغوط الحياة بطريقة سليمة وآمنة.
الخلاصة:
علاج إدمان الريفوتريل يتطلب مقاربة شاملة تشمل التقليل التدريجي للجرعة، العلاج النفسي (مثل العلاج السلوكي المعرفي)، الدعم الاجتماعي (مجموعات الدعم)، العلاج الدوائي البديل، والاهتمام بـ الصحة النفسية والجسدية للشخص. العلاج يحتاج إلى التزام طويل الأمد ودعم مستمر لتقوية القدرة على التعامل مع التوتر والقلق بدون اللجوء إلى الأدوية.