هل يمكن التعافي من الإدمان؟يفسر الإدمان في تخصص علم النفس بأنه شعور مرضي ينتاب الشخص بصورة مستمرة يدفعه لتعاطي مادة مخدرة ليشعر بالراحة، وبمجرد بدأ المريض في التعاطي يدور في حلقة مفرغة من الإدمان، فلا يستطيع الخروج ولا يستطيع التوقف.
كما يصاحب ذلك شعوره بالعجز عن القدرة عن التوقف عن تناول هذا المخدر، وفي كثير من الأحيان يحدث له خلل في وظائف المخ التي صارت تعتمد على المادة المخدرة و تلح في طلبها، ورغم كل ذلك إلا أن خطوة التعافي من الإدمان بصورة كلية، هي خطوة متاحة ولكن يجب الالتزام بالخطوات الصحيحة في العلاج، لتجنب لحدوث انتكاسة مرة أخرى.
هل يمكن التعافي من الإدمان؟
نعم، يمكن التعافي من الإدمان، لكن هذا التعافي من الإدمان يتطلب التزامًا طويل الأمد وعلاجًا مستمرًا. الإدمان هو مرض مزمن، ومع ذلك، يمكن التحكم فيه والتعافي منه إذا حصل الشخص على الدعم اللازم وكان ملتزمًا بالعلاج.
عوامل تؤثر في التعافي من الإدمان:
-
نوع الإدمان: بعض أنواع الإدمان مثل الإدمان على المخدرات أو الكحول قد تكون أكثر صعوبة في العلاج من أنواع أخرى مثل الإدمان على الطعام أو القمار.
-
مدة الإدمان وشدته: كلما كان الإدمان مستمرًا لفترة أطول أو كان شديدًا، زادت صعوبة التعافي من الإدمان.
-
البيئة الداعمة: الحصول على دعم من الأسرة، الأصدقاء، والمجتمع يمكن أن يكون عاملاً حاسمًا في النجاح في التعافي من الإدمان.
-
العلاج المناسب: يتضمن العلاج النفسي (مثل العلاج السلوكي المعرفي)، العلاج الجماعي، والعلاج الدوائي في بعض الحالات. العلاج المستمر هو جزء أساسي من التعافي من الإدمان.
-
الوعي الشخصي والالتزام: قدرة الشخص على الوعي بمشكلته والاستعداد للتغيير تلعب دورًا كبيرًا في نجاح التعافي من الإدمان.
اذا ما هي طرق التعافي من الإدمان:
التعافي من الإدمان لا يعني فقط التوقف عن استخدام المادة المسببة للإدمان، بل يشمل أيضًا التغيير في أنماط الحياة والعلاقات. عملية التعافي تتطلب:
- التوقف عن الإدمان: وهذا يشمل تجاوز أعراض الانسحاب والتوقف عن تعاطي المواد المسببة للإدمان.
- العلاج النفسي والسلوكي: لتغيير أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بالإدمان.
- الدعم الاجتماعي: مثل الانضمام إلى مجموعات الدعم أو الاستفادة من العلاج الجماعي.
- إعادة تأهيل الحياة اليومية: إعادة بناء العلاقات وتطوير مهارات جديدة للتعامل مع التوتر والضغوط.
هل يرجع الإنسان طبيعي بعد الإدمان؟
العودة إلى “الطبيعية” بعد الإدمان هي مسألة نسبية وتعتمد على عدة عوامل شخصية وبيئية. في بعض الحالات، يستطيع الشخص العودة إلى حياة شبه طبيعية بعد التعافي من الإدمان، ولكن هذا يتطلب وقتًا وجهدًا مستمرين. بعض المدمنين المتعافين قد يعانون من صعوبة في التكيف مع الحياة بدون الإدمان، ويحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي قوي.
بعض المشكلات التي قد يواجهها المدمن المتعافي تشمل:
- الشعور بالعزلة الاجتماعية: قد تكون علاقاته قد تدهورت خلال فترة الإدمان.
- القلق أو التوتر: خاصة في حالات الانتكاس أو مواقف الضغط.
- اضطرابات نفسية: مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق التي قد تكون نتيجة الإدمان أو بسبب الانسحاب منه.
إذن، بينما قد يستطيع البعض العيش حياة “طبيعية” أو قريبة من ذلك، قد يحتاج البعض الآخر إلى دعم مستمر لمواكبة تحديات الحياة اليومية.
كم تستغرق مدة التعافي من الإدمان؟
مدة التعافي من الإدمان تختلف حسب نوع الإدمان وشدته. لكنها عادة ما تشمل عدة مراحل:
-
المرحلة الأولية (التوقف عن التعاطي): قد تستغرق من أسبوع إلى شهور، حسب نوع المخدرات أو الإدمان. في هذه المرحلة، يعاني المدمن من أعراض انسحاب قد تكون شديدة، مثل القلق، التعرق، الأرق، وغيرها.
-
العلاج النفسي والسلوكي: هذه المرحلة قد تستمر من عدة شهور إلى سنة. يتضمن العلاج النفسي مساعدة الشخص على فهم أسباب الإدمان، والتعامل مع الضغوط النفسية، وتطوير مهارات التأقلم لتجنب الانتكاس.
-
التعافي المستمر وإعادة التأهيل الاجتماعي: بعد انتهاء العلاج المكثف، يظل الشخص بحاجة إلى دعم اجتماعي، مثل مجموعات دعم المتعافين أو الجلسات النفسية الأسبوعية. قد تستمر هذه المرحلة لمدة عدة سنوات لضمان عدم الانتكاس.
إذن، مدة التعافي من الإدمان تتفاوت بشكل كبير ولكن يمكن أن تستمر من أشهر إلى عدة سنوات حسب الحاجة.
هل يمكن التخلص من الإدمان نهائيًا؟
الشفاء من الإدمان ليس دائمًا نهائيًا، لكنه ممكن. يعتبر الإدمان مرضًا مزمنًا مثل أي مرض آخر (مثل السكري)، حيث يمكن أن يظهر مجددًا تحت ظروف معينة. لكن مع العلاج الصحيح، يستطيع الكثير من الأشخاص التعايش مع الإدمان والتحكم فيه.
الشفاء النهائي يتطلب:
- التزام طويل الأمد بالعلاج: مثل العلاج السلوكي، العلاج الجماعي، أو العلاج الدوائي.
- دعم اجتماعي مستمر: من الأصدقاء والعائلة والمجتمع، حيث إن المحيط الداعم يعتبر جزءًا مهمًا في تقليل فرص العودة للإدمان.
إذا حافظ الشخص على نمط حياة صحي وابتعد عن المحفزات، فغالبًا يمكنه التعايش بشكل طبيعي والحد من مخاطر الانتكاس.
ما هي حياة المدمن بعد التعافي من الإدمان؟
حياة المدمن بعد التعافي من الإدمان قد تكون صعبة في البداية، لكنها قابلة للتحسن مع الوقت. قد يواجه الشخص العديد من التحديات مثل:
- الانعزال الاجتماعي: الإدمان قد يؤثر على العلاقات مع العائلة والأصدقاء، ولذلك يحتاج المدمن إلى بناء شبكة علاقات جديدة داعمة.
- التحديات النفسية: قد يعاني المدمن المتعافي من مشاعر القلق أو الاكتئاب أو حتى شعور بالذنب بسبب الماضي. لذلك، يكون العلاج النفسي جزءًا أساسيًا في مرحلة ما بعد التعافي من الإدمان.
- العيش بدون الإدمان: على الرغم من أن بعض المدمنين قد يشعرون بالفراغ بعد الإقلاع عن المادة، فإنهم غالبًا ما يتعلمون كيفية ملء هذا الفراغ بأنشطة صحية مثل الرياضة أو الهوايات.
العديد من المدمنين المتعافين يستطيعون بناء حياة مستقرة بعد التعافي من الإدمان، مع الحفاظ على استراتيجيات التأقلم وتطوير مهارات اجتماعية جديدة.
كم نسبة الشفاء من الإدمان؟
نسبة الشفاء من الإدمان تختلف وفقًا لعدة عوامل مثل:
- نوع الإدمان: بعض أنواع الإدمان، مثل الإدمان على المخدرات أو الكحول، قد تكون أصعب في العلاج مقارنةً بأنواع أخرى مثل الإدمان على الطعام أو القمار.
- مدة الإدمان: كلما كان الإدمان أطول، كانت عملية التعافي أصعب.
- البيئة الداعمة: وجود شبكة دعم قوية (عائلة، أصدقاء، مستشارون) يعزز من فرص الشفاء.
تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة التعافي التام قد تتراوح بين 30-50% لدى المدمنين الذين يلتزمون بالعلاج المستمر والدعم. ومع ذلك، فإن التوقعات تختلف بشكل كبير حسب الحالات الفردية.
هل ممكن أن يعود المدمن إلى حياة طبيعية؟
نعم، يمكن للمدمن العودة إلى حياة شبه طبيعية بعد التعافي، ولكن ذلك يعتمد على مدى التزامه بالعلاج ومدى دعمه الاجتماعي والنفسي. بعض الأشخاص يتمكنون من العودة إلى حياتهم السابقة والعمل على تحسين علاقاتهم الشخصية والمهنية.
لكن يجب على المدمن المتعافي أن يكون على وعي تام بالمحفزات التي قد تجعله يعود للإدمان، ويجب عليه أن يتجنب الأماكن أو الأصدقاء الذين قد يكونون جزءًا من المشكلة. علاوة على ذلك، توافر الدعم المستمر، مثل العلاج الجماعي أو جلسات العلاج الفردي، يعتبر أمرًا أساسيًا للحفاظ على التعافي والحد من الانتكاس.
التعافي من الإدمان هو عملية معقدة وطويلة، وتختلف من شخص لآخر. مع العلاج المناسب والدعم المستمر، يمكن للمدمنين المتعافين أن يعيشوا حياة مستقرة وصحية.
أعراض انسحاب المخدرات
يصاحب قرار الإقلاع عن الإدمان سواء كانت كحوليات ومواد مخدرة ظهور أعراض انسحابية، ويعاني المتعاطي في تلك المرحلة من صعوبة في التعود على فقدان تأثير المخدر الذي كان يشعره بالراحة، وتختلف أعراض الانسحاب باختلاف نوع المادة المخدرة التي كان يتناولها و باختلاف المدة الزمنية لتعاطيها، ولكن في الغالب تتمثل أغلب الأعراض الانسحابية في :
- زيادة الحساسية للألم.
- التهيج.
- التقلبات العاطفية.
- القلق.
- الاكتئاب.
- الأرق.
- التعرق.
- الهبات الساخنة.
- آلام في الجسم .
- صداع
- فقدان الشهية أو زيادة الشهية.
- ضعف التركيز.
- خفقان القلب بسرعة.
- التقيؤ.
- الغثيان.
- صعوبة التنفس.
- الإسهال.
- ارتفاع في ضغط الدم.
- عدم اتضاح الرؤية.
- تقلصات المعدة.
- الرعشة.
- الهلوسة.
- النوبات.
- الشد العضلي.
- الهذيان.
- الجلطات.
كيفية التعامل مع المدمن خلال مرحلة انسحاب المخدر
تعد فترة انسحاب المخدر من المراحل الحساسة جدا في مرحلة تعافي المتعاطي، لذا يتطلب ذلك ضرورة وجود فريق طبي متخصص يتابع حالته، ويمد عائلته واصدقائه بأهم التعليمات التي تساعدهم في التعامل مع المريض في فترة العلاج، و كذلك بعد فترة العلاج، وتتمثل أهم تلك النصائح فيما يلي:
- لا تستجيب أبدا لتوسلاته للحصول على المال لشراء المخدر.
- قم بالاهتمام بعمله وبعائلته حتى يصل لمرحلة التعافي من الإدمان، فأحيانا تكون خسارة المتعاطي لأسرته ووظيفته أحد أسباب انتكاسته وعودته للتعاطي مرة أخرى.
- قم بدعمه بصورة دائمة وأشعره أنك تثق به، وأنه يستطيع حتما تجاوز تلك المرحلة والعودة لحياته مرة أخرى.
- اجعل مواعيد الزيارة له مقدسة فهي الحافز له على الاستمرار، وتجنب تفويت اي منها حتى لا يشعر بالوحدة واليأس، واشعره دائما أنك بالقرب منه ولن تتركه.
- سوف يطلب منك في كل زيارة له بالمشفى الخروج منها، لا تستجب لتوسلاته إلا بعد انتهاء مرحلة العلاج والحصول على إذن الطبيب.
كيفية التعامل مع المدمن المتعافي بعد التعافي
رغم فرحة المتعاطي بتوقفه عن تناول المواد المخدرة، إلا أنه يجب الأستعداد جيدا لتلك المرحلة لدعمه نفسيا لتجنب عودته مرة أخرى للتعاطي، ويكون ذلك من خلال:
١.توفير الدعم الكافي له وتشجيعه على الاستمرار
يجب على عائلة المدمن المتعافي واصدقائه دعمه بصورة مستمرة، ليستطيع تجاوز تلك المرحلة التي أصبح فيها يفتقد الشعور بالراحة بعد تناوله المخدر، وذلك من خلال الحرص دائما على عدم تركه بمفرده ومشاركته أوقاتا سعيدة بصحبة عائلته، وإبعاد كل الأصدقاء والأشياء التي كانت تشجعه على تعاطي المخدر قديما، ومراقبته بصورة مستمرة والتخلص من أي شئ قد يسبب له الحزن.
٢.الزامه باستكمال خطة العلاج والتأهيل
تتبع مرحلة خروج المدمن المتعافي من المشفى مجموعة من اللقاءات الجماعية التي تعدها المشفى، لدعم المدمنين المتعافين لحمايتهم ن خطر الوقوع في الإدمان مرة اخرى،حيث سوف يجد المدمن المتعافي بجواره الكثير من الداعمين له، بجانب ضرورة خضوعه لجلسات للعلاج النفسي مع الطبيب المعالج له للمشاركة في إعادة تأهيله.
٣. التخلص من وقت الفراغ
يساعد التخلص بصورة دائمة من كل أوقات الفراغ، في الحد من التفكير في الماضي والحنين له، ولذا يفضل شغل وقت فراغ المدمن المتعافي بصورة مستمرة بممارسة الرياضة والهوايات ، والتواجد في أماكن التجمعات العائلية.
في ختام مقال هل يمكن التعافي من الإدمان؟، نكون تعرفنا على أمكانية وصول المدمن لمرحلة التعافي من الإدمان بصورة نهائية، في ظل الدعم الطبي والدعم النفسي من عائلته واصدقائه، والتزامه بحضور جلسات العلاج الجماعي والتأهيل النفسي.