علاج إدمان الفاليوم أصبح ضرورة ملحة في ظل الانتشار المتزايد لاستخدام هذا الدواء المهدئ بشكل غير طبي. يُستخدم الفاليوم، المعروف باسمه العلمي “ديازيبام”، لعلاج القلق والتوتر واضطرابات النوم، لكنه قد يؤدي مع الوقت إلى الاعتماد الجسدي والنفسي، مما يتطلب تدخلًا علاجيًا متخصصًا. في مركز طريق التعافي لعلاج الإدمان في مصر، نوفر برامج علاجية شاملة ومتكاملة تساعد المريض على تخطي أعراض الانسحاب بأمان، والتخلص نهائيًا من إدمان الفاليوم من خلال خطة علاج فردية تراعي حالته الصحية والنفسية.
ما هو الفاليوم
الفاليوم هو اسم تجاري لمادة الديازيبام، وهي مهدئة تنتمي إلى عائلة البنزوديازبينات. يستخدم الأطباء الفاليوم في علاج العديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق الشديد ونوبات الهلع والتشنجات، ويساعد أيضًا في تخفيف الأعراض الانسحابية للمخدرات في مرحلة سحب السموم داخل مراكز علاج الإدمان.
ومع ذلك، يتم تعاطي الفاليوم بشكل غير قانوني أو بجرعات زائدة من قبل بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى إدمانهم عليه. وهذا يعرضهم لمخاطر صحية ونفسية واجتماعية خطيرة. لذا، يصبح علاج إدمان الفاليوم أمرًا ضروريًا لمنع حدوث مشاكل أكبر في المستقبل.
كيف يؤثر الفاليوم على الدماغ؟
بالتأكيد، الجابا (GABA) هو ناقل عصبي مثبط للجهاز العصبي المركزي، ويعمل الفاليوم عن طريق زيادة فعالية هذا الناقل. يؤدي ذلك إلى تثبيط الإشارات العصبية وتهدئة النشاط العصبي، مما يساعد في علاج التشنجات و القلق والهلع، ويخفف من التوتر العضلي.
يستخدم الأطباء الفاليوم بجرعات منخفضة أثناء مرحلة سحب السموم للمساعدة في تخفيف الأعراض الانسحابية وتهدئة النظام العصبي للمريض. ومع ذلك، ينبغي أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق، ويجب على الأفراد عدم تناول الفاليوم دون استشارة الطبيب، حيث أن الجرعات الخاطئة أو الاستخدام غير المناسب يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.
علامات إدمان الفاليوم
يُعد إدمان الفاليوم (Diazepam) من أخطر أنواع الإدمان المرتبطة بالمهدئات، نظرًا لتأثيره القوي على الجهاز العصبي المركزي. وتبدأ علامات الإدمان في الظهور تدريجيًا حتى تتحول إلى نمط سلوكي وجسدي يصعب تجاهله. وتشمل أبرز علامات إدمان الفاليوم ما يلي:
1. الاستخدام خارج الإشراف الطبي
من أولى علامات الإدمان أن يبدأ الشخص في تعاطي الفاليوم بجرعات أكبر من الموصوفة طبيًا، أو لفترات أطول، أو دون سبب طبي واضح.
2. الاعتماد النفسي والجسدي
يشعر الشخص بأنه غير قادر على النوم أو الاسترخاء أو مواجهة القلق إلا بعد تناول الفاليوم، ويُصبح أكثر توترًا في حال تأخر الجرعة.
3. زيادة الجرعة تدريجيًا
يحتاج المدمن إلى جرعات أعلى لتحقيق نفس التأثير، ما يُعرف بـ”التحمّل الدوائي”، وهي علامة أساسية في تطور الإدمان.
4. أعراض انسحاب عند التوقف
تشمل رعشة، قلق شديد، أرق، تشنجات عضلية، وأحيانًا نوبات هلع أو تشنجات عصبية، وهي مؤشرات واضحة على التعود الجسدي على الفاليوم.
5. تغيّرات سلوكية ملحوظة
مثل الانعزال، اضطراب في التركيز، التقلبات المزاجية، الإهمال في المظهر الشخصي، أو ضعف الأداء الدراسي والمهني.
6. الحصول على الدواء بطرق غير قانونية
كشراء الفاليوم بدون وصفة طبية، أو زيارة أكثر من طبيب للحصول على وصفات متعددة، أو حتى سرقته من الآخرين.
7. فقدان السيطرة
يفشل الشخص في التوقف عن تعاطي الفاليوم رغم محاولاته المتكررة، ويستمر في التعاطي رغم ما يسببه من أضرار صحية واجتماعية.
أضرار إدمان الفاليوم
إدمان الفاليوم يمكن أن يتسبب في مجموعة متنوعة من الآثار الضارة على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية.
الاضرار الجسديه لادمان حبوب الفاليوم
1. ضعف العضلات والتعب.
2. الدوار وفقدان التوازن.
3. اضطرابات التنفس.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي والغثيان.
5. تأثير سلبي على وظائف الكبد والكلى.
6. اضطرابات في الذاكرة والتركيز.
الاضرار النفسيه لادمان حبوب الفاليوم
1. اضطرابات المزاج مثل التقلبات المفاجئة في المزاج.
2. التفاعلات المبالغ فيها للمواقف اليومية.
3. الاكتئاب والحزن.
4. الهلاوس السمعية والبصرية التي قد تصل إلى مستوى الفصام.
5. جنون العظمة والأفكار الانتحارية.
الاضرار الاجتماعيه لادمان حبوب الفاليوم
1. فقدان الوظيفة أو الانسحاب من المدرسة والجامعة.
2. التفكك الأسري بسبب السلوك العدواني للمدمن.
3. الاعتقال بسبب السلوك الخطير المرتبط بالإدمان.
4. السرقة لتمويل الإدمان.
5. تعرض المدمن للوصمة الاجتماعية وفقدان الاحترام والثقة من المجتمع.
مراحل علاج إدمان الفاليوم
بعد أن فهمنا الخلفية الطبية لدواء الفاليوم وأضرار إدمانه ننتقل إلى خطوات علاج إدمان الفاليوم في مركز التعافي، ونذكر منها ما يلي:
مرحلة تشخيص المريض وتقييم حالته
يتم تقييم المريض بدقة من الناحية الجسدية والنفسية لتحديد حالته الصحية والنفسية. يشمل ذلك:
1. الفحص السريري والتحاليل الطبية لتقييم الحالة الجسدية بما في ذلك كفاءة الكبد والكلى واختبارات للفيروسات المعدية مثل فيروسات الكبد بي وسي والإيدز.
2. التقييم النفسي من قبل الطبيب النفسي لفهم الأسباب النفسية للإدمان وتقييم الحالة النفسية للمريض وتشخيص أي اضطرابات نفسية ناتجة عن الإدمان.
هذا التقييم الشامل يساعد على وضع خطة علاجية شخصية ملائمة لتلبية احتياجات المريض وتحسين فرص نجاح العلاج.
مرحلة سحب سموم الفاليوم دون ألم
يتطلب فترة سحب السموم إشرافًا طبيًا دقيقًا للتأكد من عدم تعرض المريض لأي آلام، وفي هذه المرحلة الحرجة، يسعى الفريق الطبي في المستشفى إلى تشجيع المريض على العلاج ومنعه من الوصول إلى الفاليوم بأي وسيلة.
مرحلة العلاج النفسي
بعد تخليص الجسم من سموم الفاليوم، يأتي دور المرحلة العلاجية النفسية حيث يتحدث المريض بحرية وسرية مع الطبيب. يتم علاج الأمراض النفسية التي كانت موجودة قبل إدمان الفاليوم أو التي نتجت عن الإدمان.
يشمل برنامج العلاج النفسي في مستشفى التعافي جلسات نفسية فردية وجلسات نفسية جماعية، والتي تتبع نهج برنامج ال12 خطوة.
مرحلة إعادة التأهيل السلوكي والاجتماعي
نظرًا للتأثير السلبي للإدمان على سلوك المريض والعزلة الاجتماعية التي يتعرض لها، بالإضافة إلى الخسائر الاجتماعية على مستوى الأسرة والعمل أو الدراسة، يصبح التأهيل السلوكي والاجتماعي أمرًا ضروريًا للمساعدة في إعادة دمج المريض بنجاح في المجتمع.
تعتبر هذه المرحلة بمثابة خطوة حيوية لحماية المتعافي من الانزلاق إلى الإدمان مرة أخرى. يتم ذلك من خلال تعليمه الطرق الصحيحة للتعامل مع الضغوط اليومية وإدارة التوتر والقلق، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي اللازم من خلال لقاءات دورية مع طاقم العمل في المركز.
هل الفاليوم يسبب الضعف الجنسي للرجال؟
- يقلل الرغبة الجنسية بسبب تأثيره المهدئ على الجهاز العصبي.
- يسبب ضعف الانتصاب نتيجة لتثبيط الإشارات العصبية المرتبطة بالاستثارة.
- يؤخر القذف أو يؤدي إلى صعوبة في الوصول للنشوة الجنسية.
- يقلل تدفق الدم للأعضاء التناسلية مما يؤثر على الأداء الجنسي.
- يسبب الخمول والنعاس مما يقلل من النشاط والرغبة في العلاقة.
- يؤثر على هرمون التستوستيرون عند الاستخدام الطويل، مما يضعف الوظيفة الجنسية.
- يزيد من الاكتئاب والقلق اللذين يؤثران سلبًا على الأداء الجنسي.
- قد يؤدي إلى الإدمان مما يسبب مشكلات نفسية وجسدية تؤثر على الحياة الجنسية.
يظل علاج إدمان الفاليوم خطوة مصيرية لا تحتمل التأجيل، فالتهاون مع هذا النوع من الإدمان قد يقود إلى مضاعفات نفسية وجسدية خطيرة تهدد حياة المريض واستقراره. لذلك، فإن التوجه نحو مركز علاجي متخصص مثل مركز طريق التعافي يمنح المريض فرصة حقيقية للتعافي من خلال خطة علاجية شاملة تشمل سحب السموم بأمان، والدعم النفسي والسلوكي، وإعادة التأهيل الكامل. تذكّر أن بداية الطريق إلى الشفاء تبدأ بقرار، وأن التخلص من إدمان الفاليوم ممكن تمامًا إذا تم التعامل معه بالعلم والدعم الصحيح.